بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

الشاعرة الصحفية صافيا كتو






















السيرة الذاتية :
ولدت زهرة رابحي المعروفة في عالم الأدب و الصحافة باسم ( صفية كتو ) في 15 نوفمبر 1944 بالعين الصفراء الاسم الأخر لمدينة العين الصافية
و شهدت فيها تأسيس الوله بالأدب و الصحافة ناتج عن إيثار المطالعة و التأمل ..... مع تاريخ بداية الاستقلال إلى سنة 1969
اشتغلت صفية كمدرسة للغة الفرنسية ثم فضلت الانتقال إلى العاصمة لتعمل مع بداية السبعينات كمتعاونة في وزارة التربية و التعليم ثم موظفة مؤقتة في شركة تهتم بالفلاحة و أخير مع بداية 1973 تقلدت منصب صحفية في وكالة الأنباء الجزائرية A.P.S كما باشرت الخدمة كمحققة صحفية و كذا نشرت الكثير من قصصها و أشعارها نذكر منها : المجاهد , الجزائر الأحداث , الجزائرية , الثورة الإفريقية , أفريك – أزي و غيرها هذا على زادة على عضويتها في اتحاد الكتاب الجزائريين إلى آن توفيت يوم الأحد 29 جانفي 1989 بالجزائر العاصمة و قد تم مواراتها الثرى بمقبرة سيدي بوجمعة بمسقط رأسها المؤلفات : 1- منتخب شعري ( صديقتي القيثارة ) AMIE CITHARE : NAAMA 1979 2- مجموعة قصصية الكوكب البنفسجي NAAMA LA PLANET MAUVE NAAMA 983 N ET AUTRE NOUVELLES 3- مسرحية أسما ASMA 4- رواية حول البعد الاجتماعي النفسي لم تطبع 5- مجموعة قصصية للأطفال ( زهرة الرمال ) rose des sable إطلالة على أدب صفية كتو : كتابات صفية كتو تعج بالحساسية المفرطة اتجاه كل ما هو جميل فقد تفننت بإرادتها الحالمة من تأثيث كوكب بنفسجي لا يعرف إلا الصفاء و الجمال و كذا الحال حينما عزفت أنغاما شعرية من خلال مؤلفها ( صديقتي القيثارة ) - بشير خلفي – شهادات : 1- شاعرة هذا البلد وسيني الأعرج سيدة المقام ص 231 2- امرأة وردة امرأة شاعرة .. رجليها حافيتين في ميدان السعر أدمتها الظروف الوعرة جوزي فانون الثورة الإفريقية 10فيفيري 1989 3- سنة 1985 في التحاد السوفياتي أثناء مؤتمر الشباب العالم كانت صفية كتو نشيطة تنتقل من كمكان إلى أخر بحثا عن الخبر متمنعة في كل الوجوه و الأجناس حسن بوسحابة . المساء 23 مارس 1989 4- نحن مطالبون بالتعرف بالنصوص الأديبات الجزائريات كنصوص صفية كتو و هذا أقل اعتراف نقدمه اللائي أحرقن أنفسهن لإنارة الطريق لنا زينب الأعوج في حصة تلفزيونية أهل الكتب صفية كتو : كتابة حل الحب و السلام كم هو حار حديثك عن متعة الاحتراف في مهنة المتاعب .. عن الرحلة الصعب في قارب دون مجداف صفية أيتها الشفق الطالع قبل طلوع الشمس العربي ونوغي / جريدة المساء
حنين وإمرأتان
بقلم الأستاذ:نابتي علي
إيزابيل إيبرهاردت وصافية كتو إمرأتان مفعمتان بالطموح والتحدي ، فرضتا حضورهما بشكل ملفت منذ إشراف القرن العشرين على الانقضاء .كيف نفسر هذا الحراك الثقافي الذي ارتسمت تفاصيله من ملامح إمرأتين ومن إرثهما الأدبي والصحفي ؟ وهل نملك الأدوات الإجرائية الموضوعية لتفسير هذا السفر الجماعي المعلن لكوكبة من مثقفي مدينة العين الصفراء عبر ذاكرة الزمن المفقود ؟ هل يستوقف هذا السفر عند ركام الذكريات أم سيتحول إلى مشروع واع سيشتغل أصحابه على ما ورائية الوجود النصي ؟ أم سيكون مجرد ركون نوستلجي في أحضان ذاكرة المدينة ؟ .
مع نهاية القرن العشرين عادت شخصية إيزابيل إيبرهاردت إلى الواجهة بقوة في الحياة الفكرية والثقافية في الجزائر ، كما حدث نفس الفعل في أوربا ولربما في أصقاع أخرى ، ولعل السيل الهام من إعادة طبع ونشر أعمالها ، لا يمكن اعتباره مصادفة ولا حتى ظاهرة تجارية.
لنتحدث عن الاهتمامات المحلية بهذه المرأة الشابة ، التي رحلت عنا مع مطلع القرن العشرين ، لقد أرادت أن تمتلك هذا البلد ، وصرحت بأن هذا البلد امتلكها .
تعد قصيدة " إليك إيزبيل إيبرهاردت" لصاحبها الدبلوماسي الشاعر أحمد شامي من أولى وأهم الاهتمامات الثقافية والتي تصنف في خانة العرفان ، حيث نشرت سنة 1955 بدفاتر شاعرية "الشمال الإفريقي /مستغانم ، وفيها يعتبر الشاعرة إيزابيل إيبرهاردت أختا له ويصف من نسوها "بعديمي القلب " . شهـدت سنـة 1983 هجمـة شرسـة سعــى أصحابهـا النيل من إيزابيل إيبرهاردت،لقد قالوا ما الفائدة من الحديث عنها لقد سعوا إلى تغييب كتاباتها ، ورفضوا اعتبارها جزائرية ، كانوا يحيكون من أجل تدنيسها والتقليل من أهمية أعمالها الأدبية والصحفية .
تلك الهجمة المسعورة دفعت بمجموعة من الشباب ، صحفيين وصحافيات ، إلى التنقيب والبحث في التراث الثقافي الوطني عشرات المقالات الجادة نشرت في يومية المجاهد وأسبوعية الجزائر الأحداث ، ناضل محرروها من أجل إعادة الاعتبار لزميلتهم إيزابيل إيبرهاردت واتفقوا على أنه من الجدال العقيم الخوض في الحياة الخاصة لامرأة ماتت في ريعان الشباب وخلفت وثيقة أنثروبولوجية تخبرنا عن مجتمعنا في مطلع القرن المنصرم (ق 20 ). والعجيب أن إيزابيل التي تحب الحقيقة لا زالت حية .صافية كتو كانت في طليعة تلك المجموعة لقد أثمرت تلك المرافعات تحرك نخبة من مثقفي العين الصفراء إلى العمل على تنظيم ملتقى دولي حول حياة وآثار إيزابيل إيبرهاردت سنة 1987، غير أن الملتقى أجهض عشية إنطلاقه السبب الرئيس زمن الحزب الواحد لم يكن سوى " الجهل " كما عبر عنه الكاتب خليفة بن عمارة .
أعتقد أن الحراك الثقافي بمدينتنا ، قدره أن لا يكون إلا عظيما لأن أولئك الذين مازالوا يبحثون عن الحياة في الكتابة، هم صناع اهتماماتنا الثقافية والفكرية اليوم .
قلق المعرفة وبلاغة الصمت
بقلم القاص بوزرواطة محمد
في التاسع والعشرين جانفي من عام 1989 انطفأ صوت الشاعرة والصحفية "صفية كتو " وذوت بذلك نخلة سامقة ازدان بها حقل الإبداع الشعري الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية مدة تزيد على عشرين سنة من العطاء والـتألق ، مر الحدث-آنذاك-في صمت مريب دون أن يحدث أي خلخلة أو ردود فعل تذكر داخل أوساط المثقفين الجزائريين أو يثير لديهم زوبعة من النقاش الواسع والجدل الحاد المرتبط - أساسا – بوضعية ومآل المبدع الجزائري الحر الذي لا يمتلك غير الصوت والكلمة كأداة طيعة للدفاع والصراخ والمقاومة في ظل وضع سيء يمعن في تهميش الإبداع وتحقير الكتاب والمبدعين الحقيقيين .
ولعل الشاعرة صفية كتو نموذج واف للمثقف الجزائري الحر الذي تجاوز ذاته ومحيطه الضيق ليعانق الأهم من القضايا المصيرية الحساسة كالحرية ، الحب ، العدالة الاجتماعية والتضامن الإنساني ، وهي قيم راجت بكثرة في مرحلة اتسمت بمناصرة هذه القضايا ومساندة الشعوب المضطهدة التائقة إلى عالم يكتنفه العدل ويسوده الاستقرار، ومن هنا تأتى لشاعرتنا "صفية كتو " أن تنهض بتحمل هذه المسؤولية من خلال الارتباط الوثيق والالتزام الطوعي لخدمة هذه القضايا الإنسانية الملحة كدعمها للشعب الفلسطيني في كفاحه المرير ضد الاستيطان الصهيوني المعتدي أو تضامنها الإنساني مع الثوار الأحرار في فيتنام ضد الهيمنة الأمريكية الغازية أو التنديد بالنظام الديكتاتوري الغاشم بالشيلي واغتياله الجبان للشاعر العالمي الكبير "بابلونيرودا".
عام 1973 هذه القضايا ومثيلاتها شكلت العصب الحي لمجمل قصائد وقصص صفية كتو من خلال كتابيها اللذيـن نشرا خارج الجزائر بكندا ضمن منشورات انطوان نعمان ، ونعني بهما مجموعتها الشعرية الأولى التي صدرت عام 1979 والكوكب البنفسجي، مجموعتها القصصية الصادرة عام 1983 ، إن الملاحظة التي يمكن الإشارة إليها في هذا السياق هو أن هذين الكتابين ينطويان على حصيلة مهمة من القصائد والقصص التي كتبتها صفية كتو منذ البواكير الأولى للاستقلال في فترة الستينيات وإلى غاية 1982 أي بما يغطي مسافة عقديـن من الزمن و هو عمــر التجربة الإبداعيــة – المنشورة على الأقل– لدى هذه الشاعرة المتألقة صفية كتو التي بدأت منذ أواسط الثمانينيات في التراجع في كتابة الشعر أو التقليل منه لصالح الممارسة الصحفية التي أخذت جهدا كبيرا وحيزا معتبرا من نشاطها اليومي والإعلامي المتواصل بوكالة الأنباء الجزائرية أو كمراسلة صحفية للعديد من الجرائد الوطنية "كالجزائر الأحداث " وجريدة "المجاهد " وهو عمل يتطلب التفرغ والصرامة والوضوح فهل حد هذا النشاط الصحفي والمهني المضني لصفية كتو من تدفق ذائقتها الشعرية و بالتالي تقلصت لديها جذوة الشعر خاصة في السنوات الأربع الأخيرة من حياتها؟! ،
إننا لا نكاد نجزم بنضوب القريحة الشعرية و نفاد معينها الإبداعي لدى صفية كتو هذه الشاعرة الجموح ، بقدر ما نعتبر هذا الانقطاع الاضطراري مرحلة ظرفية أملتها ظروف الشاعرة الخاصة و العوامل المحيطة بها مما جعلها تركن إلى الصمت و التأمل و العزلة متسائلة بدهشة و حيرة ما جدوى الكتابة الإبداعية في وطن يضيق بمبدعيه الحقيقيين و عن عصب متنفذة لا تعمل إلا على عزل المثقف الحر وإبعاده عن سلطة القرار أو تدجينه بما يخدم رؤاها الضيقة و يبرز خطاباتها السياسية المنغلقة.
و لئن أدركت صفية كتو بحسها المرهف و وعيها الحاد مجريات ما يحدث في بلدها الجزائر فإنها – و هذا هو المهم – قد أدركت مبكرا فداحة ما ينتظر المبدع الجزائري النزيه و الحر من تضييق و تهميش و إقصاء إذا ما هو أصر على اقتفاء أثر الحقيقة و الذهاب إلى الضفة الأخرى من الحدة و المكاشفة و الوضوح و من هنا نتفهم جليا سر هذا الانكفاء و هذه الحالة القصوى من الصمت التي تلبست هذه الشاعرة في سنواتها الأربع الأخيرة و هي تتجه نحو الذبول و الانطفاء .
فالتأمل العميق و الرؤية الحادة للواقع و الوجود هو الذي نمى بداخلها هواجس القلق و أيقظ في نفسها لذة السؤال و حرقة البحث عن المعنى في زمن جزائري بدأ في التشظي و الانفجار مع أواخر ثمانينيات القرن المنصرم ، لقد اطمأنت " زهرة رابحي " أو " صفية كتو " إلى اختيارها هذا فيما يبدو و آثرت الصمت دون جلبة أو ضوضاء مفضلة الانسحاب كلية من الحياة و مغادرة هذا العالم دونما أسف أو خيبة. و عن هذه الشعلة المتقدة بالذكاء و الحماس و التمرد يقول الكاتب الجزائري حسن بوساحة:"لم تستقر صفية كتو يوما على الصفاء و لم تهدأ نفسها عن عناء المسير"
لقد كانت صفية كتو في صمتها المدوي ذاك أبلغ منا في كلامنا العابر و هي إذ اختارت المفاداة الجسدية بنفسها بتلك الطريقة فهي تعبير واضح عن عبث الأقدار ومأزق الوجود و فوضى الأشياء التي تحيط بنا ، فالقلق المعرفي الحاد و السؤال المفجع عن بشاعة العالم هو ما قاد صفية كتو – و غيرها – إلى ظلال الصمت و الاحتماء بزاوية للتأمل و الترقب ثم – تاليا- إلى هجعة الموت الأخير ، الانتصار الأخير

رسالة اليك: لا تنسى ترك تعليق ويشرفنا تواجدك معنا
أصدقاء(تواصل)
تعليقات Facebook
0 تعليقات Blogger

لا توجد تعليقات على موضوع " الشاعرة الصحفية صافيا كتو "

إرسال تعليق